قصص واقعيةقصص وعبرة

قصة قررنا الانفصال بعد سنة واحدة من زواجنا

قررنا الانفصال بعد سنة واحدة من زواجنا ، حاولت جاهدًا كل الجهد تحملها طوال تلك الفترة لكن سئمت عنادها وافتعالها المشاكل بسبب أخواتي ، حتى أنهن يشتكين غرورها وحين أواجهها تتهمهم بتدخلهم الشديد في حياتنا، يوم طلاقنا كانت تقف بكل هدوء وتتعامل ببرود حاد مع اجراءات الطلاق على عكس ماتوقعت تمامًا فقد ظننت أن تنهار مثلًا أو تحاول مرة أخرى لكن كانت ثابتة وهادئة بل ومشرقة جدًا . عدت يومها إلى شقتي وأنا أشعر أن جميع الأثقال والمشاكل رحلت عني

أيدتني أخواتي على قراري وأنه نعم الرأي ثم رحلت كل أخت إلى بيت زوجها ، الغريب أنه مع مرور الأيام والأسابيع التالية لم يسألني أحدهم ماذا أكلت كعادتهن ؟ ولا أين خرجت ؟ ولا متى عدت ؟ ولم تزرني إحداهن كما اعتدن خلال السنة الماضية -كان يعتدن زيارتنا يوميًا ويساعدونا بإبداء الرأي في كل مانقدم عليه ويُبقين أطفالهن عندنا لتذاكر لهن زوجتي وتتدرب على تربية الأطفال وتحمل المسؤولية ومن ثم يسهرن وأزواجهن عندنا ويتناوبن لطوال الأسبوع علينا – فأين هن الآن !

، حتى يوم مرضت وقد اتصلت أختي تطلب مني احضار هدية لابنتها التي نجحت بمعدل عالي ومن ثم أغلقت الهاتف دون أن تنتبه لتغير نبرة صوتي ، تذكرت زوجتي التي كانت تلاحظ ارهاق صوتي من عمل أو رجفة صوتي من البرد ، للأسف اتضح لي أن كل كلامها كان صحيحًا لقد تدخلوا كثيرًا في حياتي حتى لم تعد لنا أي حياة شخصية ، كنت أتيح لهم كل الأبواب وحين تشعر زوجتي بالضيق أنعتها بقليلة الأصل التي تريد ابعادي عنهن ، قررت حينها أن أذهب إليها معتذرًا لنعود من جديد وكلي شوق لاهتمامها وحبها .يوم ذهبت وقد مرّ على طلاقنا شهور استقبلني أهلها بكل رقيّ واحترام لكنها لم تفرح أبدًا بمقابلتي ورفضت العودة نهائيًا قائلة:-استنفذت كامل طاقتي وأنا أحاول إقامة بيت يجمعنا ، منحتك الكثير من الفرص ولم تحترم مشاعري ولا خصوصية حياتنا أبدًا ، حتى أنك في النهاية من اتخذ قرار

الانفصال وشجعنك هن عليه ولم تأبه بي وبمشاعري ، وليس الباب مفتوحًا دائما لكي تعود وقت أن تفهم خطأك . =ماهذا الجفاء !؟…فلنحاول من جديد .-لا أستطيع ، لم يعد بداخلي ذاك الحب الذي يشفع لك كل زلاتك ، لا أذكر سوى نعتك لي دائما بقلة الأصل لمجرد طلبي الحق في بعض الخصوصية داخل بيتنا ، كانت اختياراتي لكل تفاصيل حياتنا تأتي في المرتبة الثانية لاختياراتهن ، كانت أدق تفاصيلنا متاحة لكل من هب ودب ، كنت تنقص من قدري أمامهن بإلغائك لرأيي والأخذ برأيهن ، ناهيك عن كل كلامهن لي وطريقتهن معي في الحكم على كل مايخصني في حضورك وغيابك دون كلمة منك لرد الأذى

الواضح عني ، آسفة أنهيت كل شيء سابقًا وأنا لا أستطيع العودة ،تُبنى البيوت على الحب وقد نضب حبك بقلبي لذا لا بيت يجمعنا .تركتني يومها وللأبد كما تركتها سابقًا بعد كل محاولاتها التي كنت أظنها وقتها افتعال مشاكل ، للأسف لا تسير الحياة وفق إرادتنا ، ليست الفرص متاحة لطوال الوقت حتى لو عرفنا أخطائنا تجاه الطرف الآخر فطاقة هذا الطرف حتمًا ستنتهي لحظة ما ويرمي بنا كما رمينا به قصة من مجموعتي القصصية

Back to top button