قصة قصيرة حذَّرني كل أقربائي من خطبتها
قصة قصيرة حذَّرني كل أقربائي من خطبتها ، كونَ والديها يربطهما بنا معرفة
حذَّرني كل أقربائي من خطبتها ، كونَ والديها يربطهما بنا معرفة قديمة ، فقد قالوا لي بأنها فتاة مشهورة بالفهم المعكوس لدرجة أنها ببعض الأحيان تفهم التحية على أنها إهانة ، غيرَ أنها لا تكف عن الكلام ، لكني لم أصدق كل هذه المبالغة.
كوني رجلاً نادر الكلام ، وأول منحوسٍ تقدَّم لها ؛ كانت بقمة الخجل أيام الخطوبة فلم أستطع كشفها إلا في صباح اليوم التالي لليلة زواجنا ، غَلِطْتُ وقلتُ لها :
-لم أرَ أجملَ منكِ بحياتي .
رمَقَتني بنظرة غضب ، ورَشَقَ*تْ كلماتها بوجهي كالحجارة:
-لقد بانَ وجهكَ الحقيقي ، فلقد قلتُ في قرارة نفسي أيام الخطوبة مراراً ، لا يعقلُ أنَّ في الحياة رجلاً به هذه المواصفات الحسنة ، ولا يوجد به عيب واحد .
فلم أجد من نفسي سوى أني قلت لها مندهشاً:
-أعطني يدكِ لأقبّلها ، وقولي لي ما هو عيبي.
-لم ترَ أجمل مني في حياتكَ ، وهذا يعني أنّكَ رجل ذا عينان زائِغَتان على هذه وتلك .
في تلك اللحظة شعرتُ كأنَّ لساني قد قُطِ*عَ ، فخرجتُ من المنزل ولم أعد إلا في المساء ، وما إن دخلْتُ حتى قالت لي:
-متى ستعتذر مني عن خروجك من المنزل في هذا اليوم وتأخرك لهذا الوقت ؟!
-عندما تعتذرينَ مني عن نَعتي بذا العيون الزائغة.
لم يعتذر أحدنا وأمضينا أسبوعاً في خصام وكأننا متزوجون منذ عشرون سنة وعلى وشك الطلاق ، لدرجة أننا نسينا ما حصل ، لكنها لم تنسَ أن تتوقف عن الفهم المعكوس ، فقلتُ لها ذات مرة:
-أنا سأحضر لنفسي فطائر باللحم ، مانوع الفطائر التي تحبينها؟!
-لماذا تخبرني بنوع الفطائر التي ستحضرها؟! ، هل لكي لا أطلب منكَ إحضار شيئاً آخر ، افرض أنَّ لا رغبة لي بتناول الفطائر وأريد فراخاً مشوية ؟! ، هذا يثبتُ أنَّ لكَ صفة أخرى وللأسف أني اكتشفتُها للتَّو وهو أنكَ بخيل .
آنذاك تعالى صراخي وأنا أقول:
-ولماذا تقفينَ عند كل كلمة أقولها ، وكأنكِ تفتعلين المشاكل ،
هذا يعني أنَّ أهلكِ قد أجبروكِ على الزواج مني ، وتريديني أنَّ أكون أنا المبادر بالطلاق ، ولكِ ما أردتِ انتظري شهراً واحداً فقط لأجل سمعة أهلكِ أمام الناس.
خرجتُ من المنزل ، متأمّلاً أنَّ تهديدي لها بالطلاق سيجعلها تعدُّ للألف قبل أن تفهم كلامي بالعكس .
لم أعد إلى المساء والأمل لم يفارقني بأني سأفتح معها صفحة جديدة ، لكني وجدتها قد أخذَتْ كل ثيابها بعد أن تركت لي رسالة :
-من الواضح أنَّك قد شَعَرْتَ بالندم بعدَ زواجكَ مني ، ومن المؤكد أنَّ السبب هو أنك تحب امرأة ولم تستطع أن تحبني ، ولهذا السبب تريد أن تطلقني بعد شهر ، لكني رَحَمْتُكَ من رؤية وجهي ، وذهبتُ لبيت أهلي ، وأنتظرْ منكَ ورقة طلاقي، ولا تقلق على سمعة أهلي ، كونهم بعد أن يعرفوا السبب سمعتكَ هي التي ستتشوّه .
# انتهت القصة