قصة جميلة ومغزى كانت هواية شباب جيله المفضلة هي التسلية مع الفتيات لكنّه كان مختلفاً عنهم فأخلاقه الحميدة
قصة ومغزى
كانت هواية شباب جيله المفضلة هي التسلية مع الفتيات ، لكنّه كان مختلفاً عنهم ، فأخلاقه الحميدة كانت تَردَعه عن تلك التصرفات ، غير أنه كان مع مقولة كما تَدين تُدان
فهو يخشى أنْ يتلاعَبَ بمشاعر فتاة ، فيُبتَلى بأخته ، لدرجة أنه باتَ حريصاً حتى بحركاته وكلماته ونظراته مع أي فتاة يُضطرُ للتعامل معها كي لا تفهمه بشكل خاطئ .
إلى أن انقَلَبَ حاله كلياً ، وقرّر ألا يجعلَ فتاةً تَسلَم منه، وأن يوقِعَ واحدة تلو الأخرى في شِباكِ حبه ثم يتركها تتخبَّط من
الألم ، كون وسامته كانت تجعل أخته تتغزّل به ، وقد تبدّل حاله بعد أن تحقَّق ما خَشِيَه ،فقد تقدَّمَ شاب لخطبة أخته وكان من الشباب الذين تسبقهم سمعتهم السيئة ، مما جعل أبيه يرفض طلبه ، ولأنه كان سابقاً قد دسَّ سُمَّ حبه في قلبها ، لم تلبثَ معه يومين بعد رفض أبيها، حتى استطاع إقناعها بالهرب معه والزواج ؛ هربَتْ بعد أن تركَتْ رسالة لعائلتها بألاّ يُحاولوا البحث عنها .
قَرَّر أن يتَفَنَّن بعذاب أول فتاة تَعتَرِضُ طريقه، كي يُخَفّف من نار القهر والعار الذي عاشه بسبب الشاب الذي ضَحِكَ على أخته ، وكانت أولّ فتاة قد سَبَقَ أنْ قابَلَها بالعمل مراراً بعد أن أتَت لتصليح هاتفها المحمول ، كونه يعمل بقسم التصليح
بمحل مشهور ، ومنذُ أنْ قابَلَته وكأنّ هواتف عائلتها وأقاربها والسلالة كلها قد تعطّلَت تِباعاً ، وكل مرة كانت تغتَنِمَ فرصةَ الحديث معه عن تصليح الهواتف التي لا تفهم منها شيء سوى الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي ، ومع أنه كان يشعر بتودّدها إليه لكنه استمرّ يتجاهلها بضع أشهر وقبل أن تُعلِنَ اليأس عند آخر هاتف قال لها :
-أُعجِبْتُ بكِ من أول هاتف تعطّل ، هل لي برقمك قبل أن تنتهي الهواتف .
حلّق قلبها بأرجاء صدرها وتمالَكَتْ نفسها ألاّ تَُعطيه عنوان منزلها مع رقم الهاتف ، ثم بدأَ بتحقيق هدفه بعد أن أرسل لها رسالة عند خروجها قال فيها :
-لقد أظَلَمَ المحل عند ذهابِكِ ، لكني أتمنى أن تُنيري حياتي وتقبلي عزيمتي على الغداء.
….يتبع
لجزء الثاني: قصة ومغزى:
اعتقدَ ألا تكتفي برسالة بل أن تعودَ شخصياً وتأخذه إلى مكان لتناول الغداء ، لكن مضت ساعة كاملة لم تجب عليه ، مما جعل الدهشة والانتظار يسستحوذان عليه ، إلى أن أرسلت له رسالة كتبت بها :
-ماذا تريدُ أن تقول لي على الغداء ؟
-أحبك وبعد الحب ماذا ؟! التعارف ثم؟!
الارتباط طبعاً .
إذاً تستطيع التقدّم لخطبتي ، فقد أعطيتكَ رقمي فقط لأني لن أستطيع العودة مرة أخرى ، فقد شاءت الصُدَف أنّ كل الأشخاص الذين يُحيطون بي قد تعطَّلَت هواتفهم ولأني بت مشهورة بصاحبة الموبايلات المتعطلة فكل شخص كان يسألني عن محل مشهور بالتصليح ، كنت أحاول شرح مكان محلكم لكني أفشل دوماّ لذلك قررْتُ بكل مرة يُطلَب مني عنوانكم أن أذهب بنفسي وآخذ الهاتف إليكم ،
كي أوفر على من أعرفهم الوقت والجهد كوني لا أعمل شيء ، ومنذ أن رأيتكُ قد جذبني شكلك ، وعندما صارحتني بإعجابك لا أُنكِرُ أني قد سُعِدْتُ به كثيراً كونه متبادل ، لكني لا أعرفك شخصياً، والخطوبة هي الحل الأمثل للتعارف وإن لم يتم الاتفاق تُفسَخ بكل احترام وكل واحد يذهب في طريقه .
وقَفَ مصدوماً بضع دقائق من كلامها ، لكنه قال في قرارة نفسه :
-ربما تقوم بمحاولة لجذبي وشدّ انتباهي لا أكثر ، وعندما أُعيدُ محاولة التقرب منها ستستسلم.
زاد رفضها له من إصراره على جعلها تتعلق به ، مما جعله يرسل لها رسائل حب وشوق بشكل شبه يومي وهي لا ترد بأي كلمة عليه ،واستمرّ حاله بضعة أشهر ، وقبل أن يُعلِنَ استسلامه والانتقال لفتاة أخرى ، عادت أخته إلى المنزل منهارة القوى ، مُحَطّمة نفسياً ،
كان شكلها كمن كانت تتعالج بالصدمات الكهربائية في مشفى الأمراض العقلية ، وبعد أن انهال أبيها عليها بالضرب وقبل أن تَمُتْ بين يديه أوقفه أخيها، ثم أخبرتهم بأنه بعد زواجها بثلاث أيام بدأ يُعاملها معاملة الجارية ، ولا يَكُفُّ عن إهانتها صباحاً ومساء ، واستمرّ بحبسها خشية أن تهرب مع واحد آخر كما هربت معه ، لكنها استطاعت بمعجزة أن تهرب بمساعدة جارتها.
جلس يُفَكر بضع أيام بما حصل مع أخته ، وباستمرار رفض تلك الفتاة على التقرب منه إلا بطريقة رسمية ، على الرغم من إعجابها به ، وربما حُبّها له بعد أن أظهر ذلك الكم الهائل من الحب لها في الرسائل ، لكنها صانَتْ نفسها وأهلها ، مما جعله يطلب عنوان منزلها كي يتقدّم لخطبتها .
أرسَلَت العنوان بلمح البصر ، فأخذَ أمه وأبيه وذهبَ للتقدم لخطبتها ، واستمرّت الخطوبة سنة ونصف ، اختبر بها إخلاصها وأخلاقها مراراً وتكراراً ، خاصة بعد أن اعترفت بحبها له ،لحين تأكّد أن اللوم لا يقع على الشباب في جميع الأحيان ، فالفتاة إن استطاعت أن تصون نفسها وسمعة أهلها لن يستطيع شاب على وجه الأرض إغوائها .
بعد أن أحبّ أخلاقها وتأكد من حبها الصادق له ، تم زواجهما ، وأنجبا طفلة أخذتْ شكل أبيها وأخلاق أمها .
انتهت القصة